الأربعاء، 18 يوليو 2012

أن تسمع "يسرا" في توك توك

أجد شيئا ما في الأغاني الشعبيّة/العشوائيّة .. لا أعلم مصدره، ولكن إيقاعها الراقص يجذب أذني. أغاني الـ توك توك مثل: الوسادة الخالية .. العبد والشيطان.

هذا هو ما دفعني إلى مشاهدة أغنيّة (حقِّي برقبتتي) من فيلم “جيم أوفر“، لـ يسرا ومي عز الدين. النتجية النهائيّة التي خرجت بها من ذلك التتابع من اللقطات المصورة كان: للإنسان القدرة على الوصول إلى مراحل من الانحطاط، لم تخطر على قلب مخلوق!!

أنا من أبناء الطبقة المتوسطة الذين وولدوا في أواخر الثمانينيات، والذين تربوا على القناة الأولى والتانيّة، وكان الفتح الأعظم عندهم هو قناة: نايل تي في !! في تلك الحقبة المباركة، كان الاتجاه التليفيزيوني يلعب بوضوح تام على رسم الأحلام البرجوازية لتلك الطبقة. ملابس الأبطال في المسلسلات .. الأغاني .. إعلانات السلع .. طريقة الكلام والألفاظ المستخدمة كل هذا. مع الوقت تغيرت ملامح الطبقة التي تشكل القطاع الأكبر لمتابعة التليفزيون، وظهرت طبقة لها ملامح مختلفة نوعًا ووصفات نستطيع أن نجمعها في كلمة لها -رغم مدلولها الطبقيّ- قدرة عالية على التوصيف: سرسجيّة!!

وبالتدريج تغيرت طبيعة المواد الإعلامية المصورة، وأصبحت لغة السرسجية مُرحبًا بها في الأفلام والأغاني، مادامت لها القدرة على جلب المال، ومن ثم فلا حرج على “يسرا” التي عملت مرارًا تحت قيادة (المخرج العالمي جدًا!!!) يوسف شاهين .. لا حرج عليها في أن تقف/تهز لتقول على أنغام الأغاني العشوائيّة: “آه يا بت يا مزة”

مرحبًا بكم في دنيا الواقع .. حيث لم يعد الله في السماء، بل نزل في الأرض وغيّر اسمه ليصير: المال!!

ويبقى السؤال معلقًا عن العلاقة بين التليفزيون والمجتمع والقدر الذي يحرك بها أحدهما الآخر!؟